للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيْخِ مع إذْنِهِ فَوْقَ الوثوقِ بالسماعِ منه، وأثبَتُ؛ لما يدخُلُ من الوهم على السامِعِ والمستمع (١) ".

و الثانية - أعني - المناولة المجرَّدة عن الإذن وذهَبَ ابنُ الصَّلاح إلى عدم جوازِ الرواية [بها] (٢) وذكر أنَّ غيْرَ واحدٍ من الفقهاء والأصولييِّن عابها على المحدِّثين الذين سَوَّغوا الرواية بها (٣)، وحكى الخطيبُ عن طائفة: أنَّ الرواية بها جائزةٌ؛ لأنها لا تخلُو من الإشعار بالإذْن بالرواية (٤).

ثم حيْثُ صحَّت الروايةُ بالمناولة، لا تُؤَدَّى عند الجمهور - إلا بلَفْظٍ يُشْعِرُ بها؛ ك "ناولني، أو حَدَّثني، أو أَخْبَرَني" (٥) وجوّز الزهريُّ ومالك، إطلاق "حدّثنا وأخْبَرَنا" (٦) و الأول هو الصحيحُ.

و أشار إلى السادسة والسَّابعة بقوله "ثُمَّ شَافَهَني، ثُمَّ كَتَبَ إلىَّ - أي الشَّيْخ - بشيءٍ من مرويِّهِ أو تأليفه أو نَظْمِهِ، وهذا على ما ذهَبَ إليه المتأخِّرون، وهم مَنْ بَعْدَ الخمس مئة".


(١) قال السيوطي: "والصحيح أنهامنحطة عن السماع والقراءة وهو قول سفيان الثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأبي حنيفة، والشافعي، والبويطي، والمُزني، وأحمد إسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى وأسنده الرامهرمزي عن مالك" اه التدريب (٢/ ٤٧).
(٢) ما بين المعكوفين زيادة يقتضيها السياق. أي وذهب ابن الصلاح إلى عدم جواز الرواية بالمناولة المجردة عن الإذن.
(٣) انظر "مقدمة ابن الصلاح" ص (١٩٤).
(٤) "الكفاية" - للخطيب - ص (٣٥٠).
(٥) قال ابن الصلاح: "و هو الصحيح والمختار الذي عليه عمل الجمهور وإياه إختار أهل التحري والورع … " ص (١٩٥).
(٦) "مقدمة ابن الصلاح" ص (١٩٤)، و"تدريب الرواي" (٢/ ٥١).

<<  <   >  >>