للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثنايا «الأم» له، وما نثله تلاميذ الإمام أحمد في أسئلتهم له، ومحاورته معهم، وما كتبه الإمام مسلم بن الحجاج في مقدمة صحيحه، ورسالة الإمام أبي داود السجستاني إلى أهل مكة في بيان طريقته في سننه الشهيرة، وما كتبه الحافظ أبو عيسى الترمذي في كتابه «العلل المفرد»، في آخر جامع، وما بثَّه في الكلام على أحاديث جامعه في طيات الكتاب: من تصحيح وتضعيف، وتقوية وتعليل، وللإمام البخاري التواريخ الثلاثة، ولغيره من علماء الجرح والتعديل من معاصريه ومن بعدهم بياناتٌ وافية لقواعد هذا الفن، تجيء منتشرة في تضاعيف كلامهم، حتى جاء من بعدهم فجرد هذه القواعد في كتب مستقلة، ومصنفات عدة، أشار إلى أشهرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في فاتحة شرحه لنخبة الفكر». (١)

ومما صُنِّف في ذلك، وتبوأ بين كتب الفن أعلى المراتب مختصر الحافظ ابن حجر المعروف ب «نخبة الفِكَر»، ويعدُّ هذا الكتاب اختصارًا للتصانيف في اصطلاح الحديث التي كثرت، وبسطت، واختصرت.

وكان مقصد الاختصار الأول: تلخيص المهم من ذلك، كله في أوراق لطيفة، مع فوائد زيدت عليه. فصارت جديرة -إذ صغُرت حجمًا وتراءت نَجمًا- لكل أثري بقول من قال:

والنجم تَستَصْغِرُ الأبصارُ صورتَه … والذَّنْبُ للطَّرفِ لا للنجم في الصغرِ

حتى قال في «النخبة» من قال:

عِلمُ الحَديث غَدا في نخبة الفكرِ … نارًا على عَلَمٍ يدعو أُولي الأثرِ (٢)


(١) من مقدمة العلامة محمد عبد الرزاق حمزة لكتاب «اختصار علوم الحديث» لابن كثير ص (٩).
(٢) «فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية» (١/ ٣١٦).

<<  <   >  >>