للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفكر الإسلامي»، يقول عن نفسه: «ثم إني توغلت في أتباع سيرة السلف الصالح وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل القبور وينذر لهم النذور، ثم إن ألَّفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات فعاداني كثير من أبناء الوطن وشرعوا يغيرون علي ولاة البلد، ويحرضونهم على كتابة ما يستوجب غضب السلطان علي … حتى جاء الأمر بإبعادي إلى جهة ديار بكر». (١)

وعن هذا التحول الأخير يقول تلميذه الأثري في مكان آخر: «حتى إذا عُرف فضله وقوي ساعده، .... وصار له شأن يدفع به عاديات الاضطهاد خلع عنه ذلكم الرداء، رداء المجاملة والتقية، وهتف بضرورة تطهير الدين من أوضار البدع التي طرأت عليه ونبذ التقليد، وشن الغارات الشعواء على الخرافات المتأصلة في النفوس، بمؤلفات ورسائل زعزعت أسس الباطل فغاظ ذلك «أصحاب العمائم المكورة والأردان (٢) المكبرة والأذيال المجررة» وصاروا يشنعون عليه في مجالسهم، وينبزونه بوهابي، ولم يزالوا يتربصون به الدوائر حتى كتبوا به إلى السلطان، وجاء الأمر بنفيه». (٣)

هذه هي أطواره التي أتى تقسيمها كالتالي:

الطور الأول: من أول حياته إلى بلوغه الثلاثين من عمره، وتوافق سنة ١٣٠٣ هـ.

الطور الثاني: من ١٣٠٣ هـ إلى ١٣٠٦ هـ.


(١) أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث ص (٣١٢).
(٢) الأردان جمع ردن، وهو أصل الكم. القاموس ص (١٥٤٨) مادة «درن».
(٣) أعلام العراق ص (١٠٠ - ١٠١).

<<  <   >  >>