للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآلِ والأزواجِ، والذُّرِّيَّة دون الأصحاب-: محمولٌ على صلاة التشهُّد، دون الصلاة خارجَ الصلاة.

وهذه الجملة -أيضًا- خبريَّةٌ يراد بها الإنشاء، فكأنه قال: "اللهُمَّ، صلِّ وسلِّم على سيِّد المرسلين" أي: اللهمَّ، عَظِّمْةُ في الدنيا: بإعلاءِ ذِكْره، وإظهار دينه، وإبقاءِ شَرِيعته، وفي الآخرة: بتَشْفيعه في أُمتَّه، وإجزالِ أَجْره، ومَثُوبته، وإبداءِ فَضْله للأوَّلين والآخرين- بالمقام المحمود، وتَقْديِمهِ على كافَّة المقرَّبين الشهود. إنتهى.

وتفسيرُهَا بالتعظيمَ كُلٍّ بحَسَبِ ما يليقُ به؛ كما ذكره الهَيْتَمِيّ (١).

وذَهَبَ جماعةٌ كثيرون إلى أنَّها مِنْهُ تعالى الرحمةُ، ومِنَ الملائكةِ استغفارٌ، ومن غيرهما تضُّرعٌ ودعاءٌ، وفي ذلك كلامٌ طويلٌ لايَسَعُهُ هذا المقام (٢).

ومعنى "السَّلام": التحيَّةُ؛ وهو المراد من سلام الله تعالى عَلَى أنبيائه؛


(١) هو أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي شهاب الدين والهيتمي نسبة إلى محلة أبي الهيتم من أقليم الغربية بمصر أخذ عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، والشمس السمهودي، والشهاب الرملي وغيرهم، من تصانيفه: تحفة المحتاج لشرح المنهاج للنووي. الصواعق المحرقة، الإعلام بقواطع الإسلام، الزواجر عن اقتراف الكبائر، وغيرها، مات سنة ثلاث وسبعين وتسع مئة.
انظر ترجمته في: "شذرات الذهب" (٨/ ٣٧٠)، "البدر الطالع" (١/ ١٠٩).
(٢) انظر لذلك "بدائع الفوائد" ص ٢٢، "جلاء الأفهام" ص ٧٢، و"القول البديع": ٧٥.

<<  <   >  >>