للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاندَفَعَ استشكالُ سلام اللَّهِ عليهم بأنَّهُ دعاء، وهو لا يُتَصوَّرُ من الله تعالى إليهم، لأنَّهُ المُطَّلَبُ، والله مَدْعُوٌّ ومطلوبٌ منه، لا داعٍ وطالب.

وقيل: المرادُ اسمُهُ تعالى، فتأويل "السلامِ" كما قال المجد اللغوي (١).

والحافظ السخاوي (٢): "لاخَلَوْتَ من الخيرات والبركات، وسَلِمْتَ من المكاره والآفات، إِذْ كان اسْمُ الله إنما يُذْكَرُ على الأمور؛ توقُّعًا لاجتماع


(١) هو محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي مجد الدين الفيروزأبادي ولد بفارس واهتم به والده وأسمعه في صغره، ورحل في طلب العلم فرحل إلى العراق والشام واليمن وغيرها، وسمع من التقي السبكي وابن القيم، وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي، والعلائي وغيرهم وأخذ عنه جهابذة عصرهم كالحافظ ابن حجر، والصلاح الصفدي، وابن عقيل النحوي، والجمال الأسنوي وغيرهم قال التقي الكَرْماني. كان عديم النظير في زمانه نظمًا ونثرًا، … جاب البلاد، وسار إلى الجبال والوهاد، ورحل وأطال النَّجعَة، واجتمع بمشايخ كثيرة عزيزة: وعَظُمَ بالبلاد. اه إلا أنه كان معظمًا لابن عربي صاحب وحدة الوجود وألف في نصرة مذهبه، ومن تصاينفه: "القاموس المحيط"، "بصائر ذوي التمييز" "سفر السعادة"، "عدة الحكام في شرح عمدة الأحكام".
وغيرها توفي في زبيد سنة سبعة عشر وثمان مئة. انظر ترجمته في: إنباء الغمر (٧/ ١٥٩) لابن حجر، "الضوء اللامع" (١٠/ ٧٩) للسخاوي، "بغية الوعاة" (١/ ٢٧٣) "مفتاح السعادة" (١/ ١١٩) "البدر الطالع" (٢/ ٢٨٠).
(٢) هو محمد بن عبد الرحمن الملقب بشمس الدين أبو الخير السخاوي القاهري الشافعي، أخد عن النور البلبيسي، والزين عبد الغني الهيثمي، والتقي الشمني، ولازم الحافظ ابن حجر وانتفع به أشد الانتفاع، وقد سمع منه معظم مصنفاته، وأذن له في الإقراء والإفادة والتصنيف، وتدرب به في طريق أصحاب الحديث، ومعرفة العالي والنازل، والكشف عن التراجم والمتون، وغير ذلك. من تصانيف السخاوي: "الضوء اللامع" لأهل القرن التاسع، والذيل على رفع الإصر عن قضاة مصر، و"القول البديع" في الصلاة على الحبيب الشفيع، والمقاصد الحسنة وغيرها كثير توفي بالمدينة النبوية سنة اثنتين وتسع مئة. انظر ترجمته في: "الضوء اللامع" (٨/ ٢)، "البدر الطالع" (٢/ ١٨٤)، "شذرات الذهب" (٨/ ١٥) الأعلام (٦/ ١٩٤) معجم المؤلفين (١٠/ ١٥٠).

<<  <   >  >>