للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصحابةُ حتَّى رَوَى بعضُ الحُفَّاظ ذلك عن أربعين صحابيًّا (١).

"فهذه كلماتٌ":

الكلامُ علَى مثل هذه الإشارة شهيرٌ، قلَّما تجد كتابًا خاليًا عن ذِكْره.

وكلمات: من جموع القِلَّة، يُطْلَق على ثلاثة وعَشَرَةٍ وما بينهما؛ كجَمْع المذكَّر السالم، وفي "شرح الرضيِّ" (٢): أنَّ الظاهر أنَّهما -أي: جَمْعَيِ السلامةِ- لمُطْلَق الجمع من غير نظر، لا القلَّة والكَثْرة، فيَصْلُحَان لهما، والحقُّ الأوَّل؛ وَهُوَ الذي ذَهَبَ إليه الشيخ ابن الحاجب (٣) - رَوَّحَ الله تعالى رُوحَهُ- وعليه: فالتعبير به؛ ترغيبًا لِحِفْظها، وأنَّها لا تحتاج في


(١) نقل الحافظ في فتح الباري (٢/ ٤٧٠): "قال سيبويه: أما بعد معناها؛ مهما يكن من شيء بعد، وقال أبو إسحاق- هو الزجاج -: إذا كان الرجل في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال أما بعد … " ثم ذكر الأقوال في أول من قالها، وقال بعد ذلك: "وقد تتبع طرق الأحاديث التي وقع فيها "أما بعد "الحافظ عبد القادر الرهاوي في خطبة الأربعين المتباينة له، فأخره عن اثنين وثلاثين صحابيًا. منها ما أخرجه من طريق ابن جريج عن محمد بن سيرين عن المسور بن مخرمة: "كان النبي إذا خطب خطبة قال: أما بعد" ورجاله ثقات وظاهره المواظبة على ذلك". اه وينظر. الإرواء. رقم ٧.
(٢) الرضي هو محمد بن الحسن الاستراباذي من تصانيفه "شرح الشافية لابن الحاجب في التصريف"، "شرح الكافية" لابن الحاجب في النحو، وغيرها. توفي سنة (٦٨٦ هـ)، انظر ترجمته في: "شذرات الذهب" (٥/ ٣٩٥)، "بغية الوعاة" (٢٤٨).
(٣) هو عثمان بن عمر بن أبي بكر، أبو عمرو، جمال الدين المالكي المعروف بابن الحاجب، قال أبو شامة: "كان ركنًا من أركان الدين في العلم والعمل، بارعًا في العلوم الأصولية وتحقيق علم العربية ومذهب الإمام مالك. له تصانيف مفيدة، منها: "الجامع بين الأمهات" "المختصر في أصول الفقه" "الكافية" النحو، و"الشافية" في الصرف. توفي سنة ست وأربعين وست مئة. انظر ترجمته في: "الديباج المذهب" (٢/ ٨٦) "شذرات الذهب" (٥/ ٢٣٤) "وفيات الأعيان" (٢/ ٤١٣) ".

<<  <   >  >>