للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"مختصر الْخِرَقِيِّ (١) ".

ثم أعْلَمْ: أنَّ المصنِّف -عليه الرحمة- لما قصد الاختصار في رسالتِهِ، تَرَكَ تعريفَ هذا الفنِّ، وغايتَهُ، وموضوعه، ونحْوَ ذلك، ولا بأْسَ أن نَذْكُرَهَا في ضِمْن ثلاث فوائد:

الفائدة الأُولى: في بيان حَدِّ هذا الفَنِّ، وموضوعِهِ، وغايته:

قال الحافظ السُّيوطي (٢) -عليه الرحمة- في شَرْحِهِ على ألفيَّته المسمَّاةِ


(١) قال ابن بدران: اشتهر في مذهب الإمام أحمد عند المتقدمين و المتوسطين مختصر الخرقي، و لم يُخدم كتاب في المذهب مثل هذا المختصر، و لا اعتني بكتاب مثل ما اعتنى به.
قال ابي بدران: و مما اطلعنا عليه من شروح الخرقي شرح القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراءالبغدادي و هو مجلدين ضخمين، و بعض نسخه في أربع مجلدات، و طريقته أنه يذكر المسألة من "الخرقي" ثم يذكر من خالف فيها ثم يقول، و دليلنا، فيفيض في إقامة الدليل من الكتاب و السنة و القياس، على طريقة الجدل. و المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص (٢١٤، ٢١٦).
(٢) هو جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي الشافعي -نسبة إلى أَسْيُوط بفتح أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه، وهو اسم لمدينة غربي النيل من نواحي صعيد مصر، ويقال لها سيوط بغير همز - كان أبوه من فقهاء الشافعية، مات وابنه عمره خمس سنوات حفظ السيوطي القرآن وهو ابن ثمان، ثم حفظ: العمدة، ومنهاج الفقه، ومنهاج الأصول، وألفية ابن مالك، وسمع ولازم شيوخ عدة منهم سراج الدين البلقيني، وابنه علم الدين، والشرف المناوي، وتقي الدين الشمني، و البهان البقاعي و غيرهم، و رحل إلى الشام و الحجاز و اليمن والهند والمغرب وبلاد التكرور، وإلى المحلة ودمياط والفيوم من المدن المصرية، وله مصنفات كثيرة شهيرة في شتى العلوم منها في علم الحديث: ألفية الحديث. و"تدريب الراوي"، المدرج إلى المدرج، إسعاف المبطأ برجال الموطأ. الروض المكلل والورد المعلل في المصطلح وزوائد الرجال على "تهذيب الكمال" واللمع في أسماء من وضع، مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة وغيرها كثير، وقد جرت بينه وبين معاصريه خطوبٌ وأمور ذات شجون. مات سنة (٩١١ هـ)، وقد ترجم لنفسه في حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ".

<<  <   >  >>