للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى ابن جرير في تفسيره عن مجاهد في قوله (خطئاً كبيراً) قال: أي خطيئة (١)

قال الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى-: وهذا من رحمته بعباده، حيث كان أرحم بهم من والديهم، فنهى الوالدين أن يقتلوا أولادهم خوفاً من الفقر والإملاق، وتكفل برزق الجميع، وأخبر أن قتلهم كان خطئاً كبيراً، أي من أعظم كبائر الذنوب، لزوال الرحمة من القلب والعقوق العظيم والتجرؤ على قتل الأطفال الذين لم يجر منهم ذنب ولا معصية. (٢).

• وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]

ولا يخفى هنا أن الآيات والأحاديث الواردة في الشرك أكثر من أن تحصر وقد ذُكر آنفاً شَيء منها.

• وقوله تعالى {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: ٢٨].

قال ابن كثير: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ} أي لما تحقق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته ورمته به {قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ} أي أن هذا البهت واللطخ الذي لطختِ عرض هذا الشاب به من جملة كيدكن {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (٣).

وقال القرطبي: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} وإنما قال عظيم لعظم فتنتهن واحتيالهن في التخلص من ورطتهن (٤).

• وقوله تعالى {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: ١٦]

(أي: (ولولا) أيها الخائضون في الإفك الذي جاءت به عصبة منكم (إذ سمعتموه) ممن جاء به (قلتم) ما يحل لنا أن نتكلم بهذا، وما ينبغي لنا أن نتفوه به {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} تنزيهاً لك يار ب وبراءة إليك مما جاء به هؤلاء


(١) / ٩٣.
(٢) تفسيره ص: ٤٥٧
(٣) تفسيره ٢/ ٤٧٦.
(٤) تفسيره ٩/ ١٥٠

<<  <   >  >>