للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عنهما. (١) ..

قال فيه ابن كثير: "وقد تلقَّى هذا الأثر عن ابن عباس من أصحابه كمجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومن الطبقة الثانية قتادة والسدي وغير واحد من السلف، وجماعة من الخلف ومن المفسرين من المتأخرين جماعات لا يحصون كثرة وكانَّه ـ والله أعلم ـ أصله مأخوذ من أهل الكتاب" (٢) (٣).

وبناءً على ما رُوي من المرفوع والموقوف ذهب جماعة من المفسرين إلى هذا القول وقالوا: إن هذا الذي وقع من آدم وحواء شرك في التسمية وليس شركاً في العبادة.

فيكون التشريك من جهة الطاعة ومعلوم أن كل عاصٍ مطيع للشيطان، الخ .. (٣)

وهذا القول نسبه ابن عطية وابن الجوزي (٤) للجمهور (٥) واختاره الزجاج (٦) وابن جرير (٧) ومال إليه ابن عطية (٨)، وذكر البغوي أنه قول السلف مثل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – ومجاهد وسعيد بن المسيب، وجماعة من المفسرين. (٩)


(١) رواه ابن جرير في تفسيره ٩/ ١٧٣/ ١٧٤ وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٣٣/ ١٦٣٤.
(٢) ينظر: تفسير ابن كثير ٢/ ٢٧٥ وساق كلام ابن كثير السابق الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد وقال: " قلت: وهذا بعيد جداً " ص: ٤٤٣. وعلَّق سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على كلامه بقوله: " وما ساقه الشارح – رحمه الله – في قوله: (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما) هو القول المعتمد الذي يدل عليه ظاهر القرآن ص: ٤٤٣ وقد دلَّل الشيخ البهلال على صحة هذا الحديث وثبوته في كتابه تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد ينظر: ١٠٩ - ١٢٠.
(٣) قال ابن العربي في (أحكام القرآن): "وفي الإسرائيليات كثير ليس لها ثبات، ولا يعول عليها من له قلب، فإن آدم وحواء وإن كان غرهما بالله الغرور فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وما كانا بعد ذلك ليقبلا له نصحاً ولا يسمعا منه قولاً " ٢/ ٣٥٥ وبمثله قال القرطبي في تفسيره ٧/ ٢٩٦.
(٣) يراجع المزيد في هذا: التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ: صالح آل الشيخ ص ٤٩٧ - ٤٩٩.
(٤) ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله التميمي البغدادي، أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي، الحافظ، المفسر، الفقيه الواعظ، صاحب التصانيف الكثيرة، له: زاد المسير، صيد الخاطر، وغيرهما، توفي سنة (٥٩٧ هـ)، ينظر: السير (٢١/ ٣٦٥)، ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٣٩٩.
(٥) ينظر: المحرر الوجيز ٢/ ٤٨٦ وزاد المسير ٣/ ٣٠٣.
(٦) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٩٦
(٧) ينظر: تفسيره ٩/ ١٧٦.
(٨) ينظر: المحرر الوجيز ٢/ ٤٨٧.
(٩) ينظر: تفسيره ٢/ ١٨٢.

<<  <   >  >>