للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا تكاد تحصى إلا بكلفة، حتى قيل إن أدلة إثبات علو الله ـ عزَّ وجلَّ ـ تصل إلى ألف دليل.

وأذكر من كلام الأئمة قول الأوزاعي (١): (كنَّا والتابعون متوافرون

نقول: إن الله - تعالى ذكره - فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته) (٢) وسُئل ربيعة بن أبى عبد الرحمن (٣) عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] كيف استوى؟ قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق" (٤).

قال ابن بطة (٥): " وجاءت الأخبار، وصحيح الآثار من جهة النقل عن أهل العدالة، وأئمة المسلمين عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من ذكر العرش مالا ينكره إلا الملحدة الضالة " (٦).


(١) هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، شيخ الإسلام وعالم أهل الشام، أبو عمرو الأوزاعي، وكان مولده في حياة الصحابة، كان ثقة، مأموناً، صادقاً، فاضلاً، حجة، كثير العلم والحديث والفقه، توفي سنة (١٥٧ هـ) ينظر: الطبقات الكبرى (٧/ ٤٨٨) والسير (٧/ ١٠٧).
(٢) رواه عنه البيهقي في الأسماء والصفات ٥/ ١٥٠ والذهبي في السير ٧/ ١٢٠/ ١٢١ وفي تذكرة الحفاظ ١/ ١٨١/ ١٨٢ وصحَّحه شيخ الإسلام في الفتوى الحموية ص: ٢٩٦.
(٣) هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرُوخ، أبو عثمان التميمي المشهور بربيعه الرأي، كان فقيهاً عالماً حافظاً للفقه والحديث.
قال عنه الإمام مالك: " ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة " وقال عبد العزيز بن الماجشون: " والله ما رأيت أحوط للسنة من ربيعة " توفي سنة (١٣٦ هـ)، ينظر تاريخ بغداد (٨/ ٤٢٠) وصفة الصفوة (٢/ ١٤٨).
(٤) رواه عنه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٣/ ٤٤٢، و البيهقي في الأسماء والصفات ٢/ ١٥١، وروى نحوه العجلي في تاريخ الثقات ١/ ٣٥٨/ ٤٦٦، وابن قدامة في العلو ص: ١١٤، وقد صحَّح هذا الأثر شيخ الإسلام في الحموية ص: ٣٠٣ وقال في الفتاوى ٥/ ٣٦٥: " ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك "
(٥) هو عبد الله بن محمد بن محمد بن بطة، أبو عبد الله، الإمام القدوة، العابد، الفقيه، المحدث، شيخ العراق، كان أحد الفقهاء على المذهب الحنبلي، ومن مصنفاته الإبانة الصغرى، التفرد والعزلة توفي سنة (٣٨٧ هـ). ينظر: تاريخ بغداد (١٠/ ٣٧١) ومقدمة كتاب الإبانة (١/ ٦ - ١١)
(٦) المختار من الإبانة ٣/ ١٦٨

<<  <   >  >>