للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ناصر السنة أبو سعيد الدارمي (١) في كتابه الرد على الجهمية، بعد ذكره لعدد من الآيات التي تثبت أنه سبحانه فوق عرشه فوق سماواته: "وعلمنا يقيناً بلا شك أن الله فوق عرشه فوق سماواته كما وصفه، بائن من خلقه " (٢)

وذكر ابن القيم في نونيته أبياتاً مفيدة تحت فصل (الإشارة إلى الطريق النقلية الدالة على أنه تعالى فوق سمواته على عرشه) منها:

ولَقَدْ أَتَاَناَ عَشْرُ أَنْواعٍ منَ ... المْنقُولِ في فَوْقِيَّةِ الَّرَّحمَنِ

مَعَ مْثلِهَا أَيْضاً تَزِيدُِ بِوَاحِدٍ ... هَا نحَنُ نَسْرُدُهَا بِلا كتْمَانِ

مِنهَا اْسِتوَاءُ الرَّبِّ فَوْقَ العَرْشِ في ... سَبْعٍ أَتَتْ في مُحْكَمِ القُرْآنِ

وَله العلُوُّ منَ الوُجُوه جَمِيعِها ... ذَاتَاً وَقَهْراً مَعْ عُلُوِّ الشَّانِ (٣)

وبعد هذا لا أريد أن أطيل في سرد أكثر مما ذُكر لأن المقصود هو الإشارة إلى عقيدة أهل السنة في إثبات العلو وإلا فالأدلة كثيرة والنقولات الصحيحة قد امتلأت بها كتب الأئمة ممن ينصحون للأمة والحمد لله (٤).


(١) هو عثمان بن سعيد بن خالد السجستاني، الحافظ الناقد، الحجة، محدث هراة كان قذىً في عيون المبتدعة، صاحب المسند الكبير، صنف كتاباً في الرد على الجهمية، وكتاباً في الرد على المريسي، ومن المعلوم أن هذين الكتابين من أعظم ما صنف في السنة توفي سنة (٢٨٠ هـ) ينظر تاريخ بغداد (٢/ ٦٢١)، والسير (١٣/ ٣١٩).
(٢) ص: ٤٤.
(٣) ينظر: القصيدة النونية مع شرحها للشيخ محمد خليل هراس ١/ ٢١٢/ ٢٢٢.
(٤) يراجع على سبيل المثال: كتاب (العرش) لابن أبى شيبة وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٣/ ٤٢٩ قوله ما روي في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] وأن الله على عرشه في السماء و (المختار من الإبانة عن شريعة الفرق الناجية) لابن بطة ٣/ ١٦٨ باب ذكر العرش والإيمان بأن لله تعالى عرشاً فوق السموات السبع و (أصول السنة) لمحمد بن أبي زمنين باب في الإيمان بالعرش و (الاعتقاد) للبيهقي باب القول في الاستواء و (إثبات صفة العلو) لابن قدامة المقدسي و (الفتوى الحموية) لابن تيمية ص ٢٠١ و (العلو للعلي الغفار) للذهبي.

<<  <   >  >>