للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخصّ بعضهم فقال هي ناسخة لقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: ٤] وهذا مروي عن ابن عباس والسدي وقتادة وغيرهم (١) وبه قالت الحنفية (٢).

والصحيح ـ والله أعلم ـ ما قاله أكثر أهل العلم وهو أن الآية محكمة فالإمام مخير وله أن يفعل ما يراه مصلحة للمسلمين مِنْ مَنٍّ أو فداء وقتل واسترقاق (٣)، وهذا مروي عن الحسن وعطاء وغيرهم (٤).

قال النحاس: " وهو صحيح جيد بيّن، لأن إحداهما لا تنفي الأخرى، قال: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ} أي خذوهم أسرى للقتل أو المن أو الفداء، فيكون الإمام ينظر في أمور الأسارى على ما فيه الصلاح من القتل أو المَنِّ أو الفداء، وقد فعل هذا كله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حروبه ... " (٥)

قال القرطبي: " وهو الصحيح (٦) ونسبه ابن الجوزي إلى جابر بن زيد (٧) وعامة الفقهاء (٨) ورجحه مكي (٩) وغيره ". (١٠).


(١) ينظر في الروايات: تفسير الطبري ٢٦/ ٤٩/ ٥٠، وينظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس ص: ٤٩٤، ونواسخ القرآن لابن الجوزي ص: ١٧٣.
(٢) ينظر: أحكام القرآن للجصاص: ٥/ ٢٧١.
(٣) ينظر إلى قول الأكثرين: أضواء البيان ٧/ ٤١٩.
(٤) ينظر في الروايات: تفسير الطبري ٢٦/ ٥٠.
(٥) الناسخ والمنسوخ ص: ٣٩٤، وينظر: تفسير ابن جرير ٢٦/ ٥١، وتفسير البغوي ٤/ ١٥٢.
(٦) تفسير القرطبي ٨/ ٧٠.
(٧) جابر بن زيد: أبو الشعثاء الأزدي، ثقة فقيه، من التابعين، توفي سنة (٩٣ هـ) وقيل بعد ذلك، ينظر: السير (٤/ ٤٨١)، التقريب (٨٦٥).
(٨) ينظر: نواسخ القرآن ص: ١٧٣، وزاد المسير ٣/ ٣٩٩، ويراجع الأم ٤/ ٣٦١، والمغني لابن قدامة ١٣/ ٤٤.
(٩) ينظر: الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ص ٣١٠ ومكي هو مكي بن أبي طالب بن محمد القيسي، أبو محمد، العلاَّمة المقرئ، عالم في علوم القرآن والعربية، له تصانيف كثيرة، منها التبصرة في القراءات والهداية إلى بلوغ النهاية، توفي سنة (٤٣٧ هـ)، ينظر: إنباه الرواة (٣/ ٣١٣)، مرآة الجنان (٣/ ٤٥) ..
(١٠) على سبيل المثال ابن عطية في المحرر الوجيز ٣/ ٨، والشوكاني في فتح القدير ٢/ ٤٢٠ و ٥/ ٣٩.

<<  <   >  >>