للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النحاس " وهذا أجلُّ إسناد علمته روي في هذا الحرف، وهو قول صحيح لا يقال الرحمن إلا لله وقد يقال لغير الله رحيم" (١).

٢ - وقال الكلبي: هل تعلم أحداً يسمَّى (الله) غيره؟ (٢).

قال الزمخشري: " أي: لم يسم شيء الله قط، وكانوا يقولون لأصنامهم آلهة، والعزى إله وأما الذي عوض فيه الألف واللام من الهمزة، فمخصوص به المعبود الحق غير مشارك فيه" (٣).

٣ - وقال الزجاج: " وتأويله والله أعلم هل تعلم له سمياً يستحق أن يقال له خالق وقادر وعالم بما كان وبما يكون، فذلك ليس إلا من صفة الله تعالى " (٤).

وقيل: هل تعلم من سُمِّي باسمه على الحق دون الباطل؛ لأن التسمية على الباطل في كونها غير معتدٍّ بها كلا تسمية. (٥)

وعندما ذكر الرازي هذا القول الأخير وذكر قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لا يسمى بالرحمن غيره، صوب قول ابن عباس بقوله: "هو الصواب ـ والله أعلم ـ" (٦).

أقولُ: والعلم عند الله ـ إن الأقوال ـ وفيها قول الحسين رحمه الله ـ متقاربة مع أن قول الحسين ـ رحمه الله ـ يقرب من قول الكلبي والزجاج إلا أن الحسين ـ رحمه الله ـ لم يخصص اسماً معيناً بل أخبرنا بأنه لا أحد يستحق بحق أن يسمى بأيٍّ من أسمائه تعالى. وقد وافق النحاس الحسين فقال: " وإنما المعنى هل تعلم أحدا يقال له هذا على استحقاق إلا الله لأنه الذي وسعت رحمته كل شيء وهو القادر والرازق " (٧). لأنه الرب وحده لا شريك له وكل من سواه مربوب له، وهو الخالق وغيره مخلوق وهو الغني وغيره الفقير .. فله سبحانه الكمال المطلق، وهو وحده المستحق للعبادة، وكل معبود سواه باطل وكل عبادة لغيره باطلة، فهل تعلم له مسامياً أو شبيهاً يستحق مثل اسمه؟ فلا مثيل له سبحانه وتعالى، ولا يستحق أحد أن يسمى الله أو الرحمن سواه. {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُو فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: ١١٠]. وهنا تجد السر في أن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن.


(١) معاني القرآن ٤/ ٣٤٥.
(٢) تفسير البغوي ٣/ ٩٩، وينظر: تفسير القرطبي ١١/ ١٢٠ ونسبه ابن الجوزي ٥/ ٥١ في زاد المسير إلى عطاء عن ابن عباس، ولم ينسبه النحاس في معاني القرآن ٤/ ٣٤٥ والسمعاني في تفسيره ٣/ ٣٠٥ وابن عطيه في المحرر الوجيز ٤/ ٢٥
(٣) الكشاف ٣/ ٣٠.
(٤) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٣٨.
(٥) الكشاف ٣/ ٣١ وينظر: تفسير الرازي ٢١/ ٢٠٥.
(٦) ينظر: تفسير الرازي ٢١/ ٢٠٥.
(٧) معاني القرآن ٤/ ٣٤٦.

<<  <   >  >>