للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن القيم: " ولما كان الاسم مقتضياً لمسماه، ومؤثراً فيه كان أحب الأسماء إلى الله ما اقتضى أحبَّ الأوصاف إليه، كعبد الله وعبد الرحمن، وكان إضافة العبودية إلى اسم الله، واسم الرحمن أحب إليه من إضافتها إلى غيرها كالقاهر، والقادر، فعبدُ الرحمن أحب إليه من عبد القادر، وعبدُ الله أحبٌّ إليه من عبد ربه، وهذا لأن التعلق الذي بين العبد وبين الله إنما هو العبودية المحضة؟ فبرحمته كان وجوده وكمالُ وجوده، والغاية التي أوجده لأجلها أن يتأله له وحده محبةً وخوفاً، ورجاءً وإجلالاً وتعظيماً، فيكون عبداً لله وقد عبده لما في اسم الله من معنى الإلهية التي يستحيل أن تكون لغيره، ولما غلبت رحمته غضبه وكانت الرحمة أحبَّ إليه من الغضب، كان عبدُ الرحمن أحبَّ إليه من عبد القاهر ... (١)

وما قاله الحسين بن الفضل جزء من المعنى. والنفي للعلم، فلا يُعلْم له سميٌّ، جلّ وعلا، وليس ذلك محصوراً في تسمية غيره بأسمائه على الحقيقة، بل يشمل ذلك ويشمل عبادته وربوبيته وغير ذلك من حقوقه وخصائصه.


(١) زاد المعاد ٢/ ٣٤٠

<<  <   >  >>