للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخارج١. ثم قال٢: وحقيقة قولهم: إن ما ثم وجودا [٤٧] إلا هذا العالم لا غير، كما قاله فرعون، لكن هم يقولون: إن العالم هو الله، وفرعون أنكر وجود الله, ثم قال: قيل لبعض أكابرهم: ما٣ الفرق بينكم وبين النصارى؟ قال: النصارى خصصوا٤، وهذا موجود في كلام ابن عربي، وغيره. ينكرون على المشركين تخصيصهم عبادة بعض، والعارف عندهم يعبد كل شيء٥ -ثم قال: ومن المعتقدين الحلول الخاص طائفة من أتباع العبيدية٦ الباطنية الذين ادعوا أنهم علويون- ثم قال: وقد اعتقدت طائفة منهم الإلهية في الحاكم٧ كالدريزية


١ أي: يظنون ما تخيلوه حقيقة واقعة، وما ظنهم هذا عن جهل، وإنما هو عن خيال؛ يمس الكلب فيخال نفسه أسدا، والشيطان فيظن نفسه ملاكا.
٢ أي: ابن النقاش.
٣ في الأصل: لما.
٤ أي: جعلوا عيسى وحده ربا وإلها، وكان الواجب -هكذا يفتري الزنادقة- أن يتخذوا من كل شيء ربا وإلها، لأن الإله عين كل شيء.
٥ نص ابن عربي: "والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد فيه" ص١٨٥ط الحلبي.
٦ نسبة إلى عبيد الله أبي محمد سعيد بن الحسين بن عبد الله القداح من سلالة ميمون، وعبيد. هو إمام الشيعة الإسماعيلية في عصره، ومؤسس الدولة الفاطمية ولد سنة ٢٦٠هـ وآلت إليه زعامة الإسماعيلية سنة ٢٨٠هـ وتوفي وله من العمر نحو ثلاث وستين سنة.
٧ منصور بن عبد العزيز بن المعز الفاطمي، ادعى الإلهية، وكان غدورا سفاكا للدماء، تثير تصرفاته المتناقضة دهشة بالغة، تدفع إلى الظن بأنه كان نهب ولثة عقلية جامحة. ولد سنة ٣٧٥هـ ولقي مصرعه سنة ٤١١هـ على يد عبدين لابن دواس، تنفيذا لمؤامرة دبرتها له أخته ست الملك للخلاص منه، وما زال أتباعه الدروز حتى اليوم ينتظرون رجعته؛ إذ يؤمنون بأنه لم يقتل، وإنما اختفى وسيعود مرة ثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>