للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي مرة قيسا، وأخرى كثيرا ... وآونة أبدو جميل بثينة١

[٧١] تجليت فيهم ظاهرا, واحتجبت با ... طنا بهم, فاعجب لكشف بسترة٢

وهن, وهم٣ -لا وهن وهم- مظاهر ... لنا٤ بتجلينا بحب، ونضرة

فكل فتى حب أنا هو، وهي حـ ... ـب كل فتى، والكل أسماء لبسة

أسام بها كنت المسمى حقيقة ... وكنت لي البادي بنفس تخفت

وما زلت إياها, وإياي لم تزل ... ولا فرق، بل ذاتي لذاتي أحبت٥

وليس معي فى الملك شيء سواي ... والمعية لم تخطر على ألمعيتي


١ تكنى أم عبد الملك، وصاحبها جميل بن عبد الله بن معمر بن صباح وكلاهما من بني عذرة، قبيلة اشتهرت بالجمال والحب والعفة فيه، حتى قيل: هوى عذري, وجميل مضرب المثل في صدق الصبابة وعفة الحب، وكان وصاحبته في عهد عبد الملك بن مروان.
٢ دائما يذكر ابن الفارض عن نفسه باعتباره أحد تعينات الذات الإلهية أنه يتجلى في صور رجال عاشقين، أما حين يتحدث عن الذات مطلقا فيزعم أنها تتجلى في صور نساء عاشقات وما من شك في أنه يريد بهذا تفضيل نفسه على كل تعينات الإله الصوفي، إذ الرجل قيم على المرأة.
٣ العشيقات والعشاق الذين ذكروا قبل, والذين هم رمز عن الوجود المتعين.
٤ أي: الذات الإلهية باعتبارها وجودا خاليا من التعين، ولها باعتبارها خلقا سمي بابن الفارض.
٥ هذا وما قبله يؤكد أن ابن الفارض ممن يدينون بوحدة الوجود، لا بالاتحاد، ألا تراه يؤكد أن مظاهر الوجود المختلفة هي عين الذات، وأن الذات منذ أحبت أن تتعين وهي تتجلى في صور الوجود، وأن هذه الحقيقة -حقيقة تعين الحق في صور الخلق- لا يطيف بها وهم من الأوهام؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>