فعدلوا عن أكثر من ألف دليل من التنزيل إلى بيت ينسب إلى بعض العلوج ليس على دين الإسلام ولا على لغة العرب، فطفق أهل الأهواء يفسرون به كلام الله عز وجل ويحملونه عليه، مع إنكار عامة أهل اللغة لذلك وأن الاستواء لا يكون بمعنى الاستيلاء من الوجوه البتة.
وقد سئل ابن الأعرابي وهو إمام أهل اللغة في زمانه فقال: العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل استولى، والله سبحانه وتعالى لا مغالب له. اهـ.
(٤) قال العلامة الألباني -رحمه الله- في "الضعيفة"(١١/ ٥٠٦ - ٥٠٧) تحت حديث رقم (٥٣٢٠): … وهم يستشهدون بذاك الشعر:
قد استوى بشر على العراق … بغير سيف ولا دم مهراق!
تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً!
فلما أورد هذا عليهم؛ انفكوا عنه؛ فقال بعض متأخريهم كما نقله هذا الأزهري: ولكن لا يخفى عليك الفرق بين استيلاء المخلوق واستيلاء الخالق!.
وقال الكوثري في تعليقه على "الأسماء": ومن حمله على معنى الاستيلاء؛ حمله عليه بتجريده من معنى المغالبة!