للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكونوا كالذين نسوا اللَّه، أشار إلى عدم مساواة الحزبين في أحكام الدارين، وإن كان الملحوظ بالقصد الأول أحكام الآخرة؛ ولذلك عقبه بقوله: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) بما لم يخطر على قلب بشر.

(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ... (٢١) تمثيل وتصوير لزواجر القرآن وما فيه من الوعيد والآيات الدالة على شدة سخطه على من كفر أن لو كان في الجبل فهم وكان هو المكلف والمخاطب لتكسر وتفرقت أجزاؤه من الخوف. (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ) هذا المثل ونظائره (نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وفيه من الدلالة على قسوة قلبه وعدم تدبره ما لا يخفى.

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ... (٢٢) لما أثنى على القرآن وأعلى شأنه بما لا مزيد عليه أقام البرهان على ذلك بأنه كلام من هذه أوصافه ونعوته. (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَهَادَةِ) ما غاب عن الضمير وما شاهدوه، أو الموجود والمعدوم، أو الدنيا والآخرة، أو السر والعلن. (هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ... (٢٣) السلطان المنزه عن وصمة النقص والزوال واختلال ملكه كسائر الملوك. (السَّلَامُ) ذو السلامة عن الآفات كأنه عينها. (الْمُؤْمِنُ) الجاعل غيره آمناً. (الْمُهَيْمِنُ) الرقيب الحفيظ. من الأمن إلا أنه أبلغ منه. وهاؤه منقبلة من الهمزة. وقيل: من الأمانة؛ لأن الأمين هو الحافظ.

<<  <   >  >>