(وَرِسَالَاتِهِ) عطف على " بلاغاً " بتقدير مضمر، أي: بلاغ رسالاته. والأصل: إلا بلاغ رسالات اللَّه، والعدول إلى المنزل بذكر البلاغ مرتين مبالغة؛ لأن كونه من اللَّه، وكونه بلاغ رسالاته مما يقتضي التشمر له (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ولم يطع أمرهما بالتوحيد.
(فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ) لا محالة (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) جمعه على اعتبار الجمع في " من ".
(حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ... (٢٤) غاية لقوله " يكونون عليه لبداً " إن فسّر بالتلبد على العداوة، وإلا فلمقدّرٍ أي: لا يزالون يستضعفون حاله ويستقلون عدده، حتى إذا رأوا يوم بدرٍ أو يوم القيامة تبيّن لهم من المستضعف. دلّ عليه جواب " إذا " و " ما " قبله؛ لأنَّ السورة من فاتحتها تعريف بمشركي مكة، وتعيير لهم؛ لقصور نظرهم عن الجن، وفرط تمرّدهم، حيث بادهوا بالتكذيب بدل مبادهة الجنَّ بالتصديق. (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا) هو، أو هُم.
(قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ ... (٢٥) جواب قولهم: متى يكون هذا الوعد.
(أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا) أي: هو كائن لا محالة، ولا علم لي بوقته. والأمد: يطلق على القريب والبعيد، وأريد به الثاني بقرينة المقام كأنه قال. لا أدري أيقع في الحال وعن قريب، أو ضرب له أمد بعيد؟.