(وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) غيره، فهو مخل بكلا الوجهين لا يفعل الخير ولا يأمر به.
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) تاركون لها غير مبالين.
(الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) بأعمالهم. (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧) الزكاة، فاعول من العون؛ لكونه معواناً للفقراء والمحاويج. وفي الكلام ترقٍّ؛ ولذلك زاد لفظ الويل أي: إذا كان دعّ اليتيم وترك الحض على الإطعام من سمات التكذيب ومعرفاته، فالويل لمن ترك عماد الدين قلة مبالاة، والزكاة التي هي قنطرة الإسلام، وتلبس بالرياء الذي هو الشرك الخفي. فأشار إلى العقيدة بالتكذيب، وإلى الأفعال بهذه الخصال؛ ولذا كان دليلاً على كونه مخاطباً بالفروع، فعلى المؤمن بالدين البعد عنها بمراحل. فإن قلت: عن ابن مسعود: أن الماعون محقرات المتاع كالفأس والنار والملح. فما وجه ذلك؟ قلتُ: المراد تجريد المكذب عن الخير رأساً، والوصف بكمال الخسة وعدم المروءة.
* * *
تمت، والحمد للَّه على نعم عمت، والصلاة على محمد وآله وصحبه.