للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسماً للدواة التي كتب منها القلم الكائنات، وسكونه؛ إجراء للوصل مجرى الوقف. (وَالْقَلَمِ) هو الذي خلقه اللَّه أول، أو جنسه. أقسم به؛ لشرفه لأنه آلة لكتابة وحيه وحكمه. (وَمَا يَسْطُرُونَ) ما يكتبه من كتب من المعارف. أو الحفظة من الأعمال. ويجوز أن يكون " ما " مصدرية، وأن يراد بالقلم أصحابه وهم كتَّاب وحيه وحملة شرائعه. أقسم بهم وبمسطوراتهم، أو بسطرهم وكتابتهم.

(مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) جواب القسم والمعنى: ما أنت بمجنون منعماً عليك بما أنعم من رزانة الرأي وحصافة العقل، على أن الجار والمجرور حال من المستكن في (بِمَجْنُونٍ) وهو العامل فيه، والباء فيه زائدة، فلا يمنع العمل فيما قبله.

(وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) غير مقطوع كقوله: (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)، أو خالياً عن المنة. والمعنى: أن لك عندنا من الزلفى والمكانة زيادة على أجر صبرك على أذاهم ما لا يستحق الأجر أن يمن به عليك. وقيل: ممنون من الناس؛ لأنه من عطاء ربك.

(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) وبه استوجبت تلك الرتبة العظمى. وعن قتادة رحمه اللَّه، قلت لعائشة رضي اللَّه عنها: أخبريني عن خلق رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " كَانَ خُلُقهُ القرْآنَ ". وكذا عن سعد بن هشام رحمه اللَّه تعالى. أشارت إلى قوله (خُذِ الْعَفْوَ

<<  <   >  >>