وقيل جنس النجوم، لأنها زينة السماء، ورجوم الشياطين. و (هَوَى) من الهوي، بفتح الهاء وهو السقوط، أو بضمها وهو الطلوع؛ لأنه أدل على كمال الاقتدار، كقوله:(وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) أو نجم القرآن؛ لأنه نزل منجما، وهذا أوفق لوجود نظائره، وألصق بقوله:(مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) الضلال: ضد الاهتداء، والغواية: ضد الرشد، وهما جواب القسم، أي. ليس هو كما تزعمون ضالّاً غاوياً في ترك دين آبائه. وفي لفظ "الصاحب" وإضافته توبيخ لهم، حيث عرفوا أمانته وصدق لهجتِه، ثم نسبوه إلى الضلال.
(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) في أمر الدين والدعوة إليه. وفى الإتيان به مضارعاً بعد قوله:(مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) إشارةٌ إلى أنه إذا لم يكن له سابقة ضلال قبل النبوة، فبعدها أبعد.
(إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) استدل به من منع اجتهاده، وليس بتام؛ لأنه إذا قال له تعالى وتقدس: ما ظننت فهو حكمي يكون اجتهاده وحيًا لا بالوحي، وغيره ليس كذلك.