يتولد من جميع أجزاء البدن بعد الهضم الرابع، فيأخذ من كل عضو ما يستعد لأن يكون عضواً آخر مثله؛ لأنه نبّه مع الاختصار على الأعضاء التي هي أصول في التولد، وذلك أن الترائب تشمل القلب والكبد والكلى، والصلب الدماغ؛ لاتصال النخاع بالدماغ، وينزل من الدماغ شعب إلى مقدم البدن، وهي الترائب، على أنَّ كلامهم مبناه على الأوهام والظنون، وكلام اللَّه تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.
(إِنَّهُ ... (٨) أي: اللَّه تعالى، فخّم أولاً بترك الفاعل في (مِمَّ خُلِقَ)، وثانياً بالإضمار؛ لعدم ذهاب الوهم إلى الغير. (عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) أي: على إعادة الإنسان، وقيل: الضمير للماء أي: يقدر على رجعه إلى مخرجه.
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩) منصوب بـ (رَجْعِهِ)، والفاصل ليس بأجنبي؛
لأنه متعلّق الجار، أي: تكشف وتظهر. جمع سريرة وهي ما أخفي من العقائد والأعمال.
(فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (١٠) من منعة في نفسه ولا من غيره.
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (١١) ذات المطر، سمي رجعاً؛ تفاؤلاً، أو لأن اللَّه يرجعه وقتاً وقتاً، أو لأن العرب تزعم أن السحاب يُحمل من بحار الأرض ثم ترجعه إلى الأرض. (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢) النبات، أو الشَّق بالنبات والعيون.
(إِنَّهُ ... (١٣) أي: القرآن، أو ما أخبرتم به من الاقتدار على الإحياء، والأول أولى؛ لتناوله هذا وغيره. (لَقَوْلٌ فَصْلٌ) حدٌّ فاصل بين الحقِّ والباطل (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) في شيء، بل جدُّ كله.