(وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧) أي: وليس عليك عتب في أن لا يزكى بالإسلام، إن عليك إلا البلاغ. هذا وأمثاله وإن كان عتاباً في الظاهر، لكن فيه كمال مدح له - صلى الله عليه وسلم - لاهتمامه بشأن ما أرسل به وبذل جهده.
(وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) يسرع إلى تعلم شرائع الإسلام. (وَهُوَ يَخْشَى (٩) يخاف اللَّه بقلبه.
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) وهو التشاغل، من لهي يلهى. وقدم الضمير في الموضعين؛ للتقوى. ويجوز التخصيص على معنى أن التصدي والتلهي إنما ينكر منه دون غيره؛ لعلو مقامه.
(كَلَّا ... (١١) ردع عن المعاتب عليه والعود إلى مثله (إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢) الضمير للقرآن، والتأنيث باعتبار الخبر؛ ولذا ذكره ثانياً. والمعنى: أن القرآن موعظة، فمن شاء حفظها، فلا حاجة في الموعظة إلى المبالغة. وفيه توكيد لما تقدم.
(فِي صُحُفٍ ... (١٣) مكتوبه فيها. خير ثان، أو خبر محذوف، أو صفةلـ " تذكرة ".
(مُكَرَّمَةٍ) عند اللَّه؛ لأنَّها أَوعية كلامه.
(مَرْفُوعَةٍ ... (١٤) في السماء، أو مرفوعة المقدار. (مُطَهَّرَةٍ) عن أيدي الشياطين.
(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ، جمع سافر: وهو الكاتب، أو من السفر: وهو الكشف؛ لإظهاره المكتوب. منه السفر، لأنه يكشف عن الأخلاق.