(فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) متفرع على التوحيد. أي: إذا انفرد بالألوهية فاجعل أمورك موكولة إليه، أو اجعله كفيلاً ينصرك.
(وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ... (١٠) فيك وفيما أنزل إليك. (وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا) أعرض عنهم وجانب من غير مقاولة ولا مقاتلة، نسخت بآية السيف.
(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ... (١١) فأنا كافيك أمرهم. كلام من يكون واثقاً بالوفاء، متمكناً منه أقصى التمكن؛ ولذلك أبرزه في صورة المنع عن الاستكفاء. (أُولِي النَّعْمَةِ) التنعم، وبالكسر: الإنعام، وبالضم: المسرَّة. يريد المترفين من صناديد قريش، المغترين بالحطام، المانعين أتباعهم عن الدخول في الإسلام. (وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا) إمهالاً قليلاً، أو زماناً قليلًا.
(إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا ... (١٢) جمع نكل: القيد الثقيل (وَجَحِيمًا) ناراً شديدة الحر والاتقاد.
(وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ ... (١٣) آخذ بالحلق، بشيع لا يسوغ (وَعَذَابًا أَلِيمًا) نوعاً آخر لا يعرف كنهه إلا اللَّه.
(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ ... (١٤) تضطرب وتتزلزل. منصوب بما في (لَدَينَا) من معنى الفعل (وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا) رملاً مجتمعاً من غير مقدار ومقياس، من هلت الدقيق: إذا أرسلته من غير كيل.
(إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ ... (١٥) الخطاب للمكذبين. التفات حسن الموقع (كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا) أي: عصيتموه كما عصاه فرعون ولم يسمه؛ لأن الغرض عصيان الرسول كائناً من كان.