إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ... (١) دينه (وَالْفَتْحُ) فتح مكة. نزلت في حجة الوداع ففهم رسول اللَّه تمام الأمر، فركب ناقته القصواء في المسجد الحرام، وخطب الناس الخطبة المشهورة، وودّع فيها وقال: ليبلغ الشاهدُ الغائبَ؛ فلذلك سميت حجة الوداع، وكان بين حجته وإجابته داعي الحقِّ ثلاثة أشهر ونيف.
فإن قلت: فتح مكة كان سنة ثمان من الهجرة، وحجة الوداع سنة عشر. فكيف يصح نزولها في حجة الوداع و " إِذَا " يدل على الاستقبال؟
قلت: قد روي أنَّها نزلت قبل سنتين، وعلى تلك الرواية يحمل " إِذَا ". ولما كان فتح مكة أمّ الفتوح جعله مترقباً باعتبار ما ردفه من الفتوح، وإن كان متحققاً في نفسه يدل عليه قوله: