للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنذارهم، كرجل عدل. أو يقدر مضاف أي: أهل إنذار. أو من كلام الخزنة على طريق حكاية ما كانوا عليه. أو الضلال الهلاك، أو سمي عقابه باسمه.

(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ ... (١٠) كلام الرسل سماع تفهم وتدبر. (أَوْ نَعْقِلُ) نتأمل آيات الآفاق والأنفس، ونستدل بها على أن الإنسان لم يخلق سدى. (مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) في جملتهم.

(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ ... (١١) حين لا ينفع الاعتراف. (فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) بعداً لهم. أي: أسحقهم اللَّه إسحاقاً، حذف منه الزائد كأنبت نباتاً، وقرأ الكسائي بضم الحاء على أنها لغة.

(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ... (١٢) ذكر الكفار كان بالعرض؛ لأن الذي سيق له الكلام بيان حال من هو أحسن عملاً كأن قيل: ماذا حال من سيق له الكلام؟ فأثبت لهم كمال العلم الذي أشير إليه بقوله: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وكمال التقوى بقوله: (بِالْغَيْبِ) بالغائب عنهم، أو غائبين عنه، أو بالغائب المخفي وهو القلب. (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لما فرط منهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) لا يسعه تصورهم.

(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ... (١٣) خطاب عام كما في (ليَبْلُوَكُمْ) أي: اتقوه في السر والعلن؛ لاستوائهما في علمه. حث للخاشي على الاستدامة والترقي إلى حق الخشية، وللغافل المغتر على الإنابة ويجوز أن يكون التفاتاً إلى أصحاب السعير؛ لما روي أن المشركين

<<  <   >  >>