(لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) سريرة. والمراد من العرض إظهار المعدلة وإخزاء الجاحدين على رؤوس الأشهاد. وقرأ حمزة والكسائي بالياء، وحسُن؛ لوجود الفصل.
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ... (١٩) تفصيل للعرض، روى البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال:" يدني اللَّه المؤمن يوم القيامة، فيقرره بذنوبه حتى إذا رأي أنه قد هلك يقول له: قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته بيمينه، وأما الكافر فـ (يَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ". (فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) بقوله لكل من رآه فرحاً. و " هاؤم " جمع " هاء " بألف بعده همزة، تصرف تصريف الكاف، ومعناه: خذ، اسم فعل. تنازع " هاؤم " و " اقرؤوا " فأعمل الثاني؛ لقربه على ما اختاره البصريون، وإلا لقيل: اقرؤوه.
(إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠) أيقنت، وإنما عبّر عئه بالظن؛ دلالة على أن هواجس النفس وخطراتها مما لا تنفك عنه العلوم النظرية لا يقدح في الاعتقاد.
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١) ذات رضاً، كلابن وتامر، فإن النسبة كما تكون في الحرف تكون بالصيغة، أو راض صاحبها، على المجاز في الإسناد.
(فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢) فوق السماء السابع، سقفها عرش الرحمن، أو عالية قصورها وأشجارها، بدل من عيشة، أو خبر بعد خبر.