(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ... (١٢) جعلنا الأرض كلها كأنها عيون. أصله فجرنا عيون الأرض، عدل إلى المنزل مبالغة. (فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) أي: ماء الأرض وماء السماء التقيا على مقدار سواء بسواء، أو على أمر قدر في اللوح من هلاك قوم نوح، أو على أمر قدره اللَّه تعالى، واقتضته حكمته.
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣) أي: السفينة، عبر بالوصف عن الموصوف كناية كقولهم في الإنسان:" حي مستقيم القامة، عريض الأظفار، وفيه فخامة ". ليس في الأصل، وإشارة إلى كمال الاقتدار؛ لبعد عن حال الخشب والحديد عن دفع ذلك الطوفان العظيم. والدسر: جمع دسار، وهي المسمار من الدَّسر وهو الدفع.
(تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ... (١٤) محفوظة بكلائتنا. (جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ) علة للفتح وما بعده. والذي (كُفِرَ) نوح؛ لأن كل نبي نعمة من اللَّه، أو على حذف الجار وإيصال الفعل أي: كُفِرَ به.
(وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً ... (١٥)
أي: الفعلة أو السفينة. تواتر خبرها في أقطار الأرض وفي الأعصار كلها إلى آخر الدهر. (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) معتبر يتعظ بها.