والوجه في الفتح: العطف على الهاء في (فَآمَنَّا بِهِ) من غير إعادة الجارّ على المذهب الكوفي، أو على محل الجارّ والمجرور، أو الإيصال بعد الحذف، أو إضمار الجارّ.
(وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا ... (٤) إبليس، أو مردة الجن. (عَلَى اللَّهِ شَطَطًا) قولاً ذا شطط، وصف بالمصدر مبالغة. والشطط: تجاوز الحدّ.
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (٥) نصب على المصدر؛ لأن الكذب نوع من القول. ولا دلالة فيه على أنهم إلى حين سماع القرآن كانوا مشركين.
(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ ... (٦) كان الرجل من العرب إذا نزل بأرض نازحة يقول: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه. (فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) فزاد الإنس الجن تكبراً وعتواً باستعاذتهم بهم، أو بالعكس؛ لزيادة إغوائهم الإنس بالاستعاذة. والرهق: غشيان المحارم. وإطلاق الرجل على ذكر الجن؛ للمشاكلة.
(وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ ... (٧) القائل: الجن بعضهم لبعض. والضمير في " أنهم " للإنس، والعكس لا معنى له؛ لأنَّ السياق في حكاية كلام الجن. وقيل: الآية والتي قبلها من كلام اللَّه جار مجرى الاعتراض، يؤكد ما حدث منهم من تماديهم في الكفر. وقراءة الفتح يؤيد الأول. (أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا) سادّ مسدّ مفعولي (ظَنُّوا).
(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ ... (٨) اللمس: المس مجاز عن الطلب؛ لأنَّ اللامس طالب متعرف. والمعنى: طلبنا خبر السماء على ما كنا نفعله قديماً. (فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا)