أحسن عملاً. الجملة في محل نصب مفعول ثان للبلوى المتضمن معنى العلم، وليس من باب التعليق؛ لأنه مشروط بإيقاع الجملة موقع المفعولين، وقد تقدم المفعول الأول الاستفهام فانتفى الشرط. روي مرفوعاً أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال:" أحسن عملاً: أتم عقلاً عن اللَّه، وأورع عن محارمه، وأسرع في طاعته "(وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب (الْغَفُورُ) للذنوب. ترهيب وترغيب للعاصي في التوبة.
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ... (٣) بعضها فوق بعص، مصدر طابق النعل، أو خصف بعضها فوق بعض (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) أي: في خلقهن. صفة مقوية لـ " طباقاً ". وإنما أقام الظاهر مقام المضمر؛ تعظيماً ودلالة على أنَّ سبب سلامتها صدورها من الموصوف بنهاية الرحمة، وإشارة إلى أن كونها مبْدَعة على تلك الصفة، كما دل على كمال الاقتدار، تحته من جلائل النعم ما لا يحصى. وقرأ حمزة والكسائي " من تفوُّت ". عن سيبويه وأبي زيد: أنهما بمعنى كتعاهد وتعهد (فَارْجِع الْبَصَرَ) ثانياً؛ لأن النظرة الأولى حمقاء. (هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) من شقوق، جمع فطر كبدر وبدور.
(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ... (٤) ثم بعد النظرة الثانية داوم على النظر متفحصاً أحوالها، ملتمساً خللاً. التثنية للتكرير مثل لبيك. (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) بعيداً كالمطرود عن وجدان الخلل، كليلاً ذا تعب في الطلب.
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ... (٥) هذا أدل على كمال الاقتدار من كونها ملساء مستوية. والمصابيح: النجوم المضيئة في السقف المرفوع، كالسرج في سقوف البيت. والدنو بالنسبة إلى من في الأرض، وكونها زينة لها لا تقتضي أن تكون مركوزة فيها.