(ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٥) كرِّره مبالغة، وآثر (ثم)؛ دلالة على أنَّ الثاني أشدّ من الأول، وكما فخم شأن البعث فخم ما يقع بعده. وقيل: الأول عند النزع والثاني في القيامة، أو الأول للبعث، والثاني للجزاء.
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧) وأنتم لا تنكرون شيئاً من ذلك، فإنكار البعث لماذا؟ وهل ذاك إلا على منوال هذا؟. أو من أبدع هنه الأشياء إنما أبدعها لحكمة لا عبثاً، فلا بد من البعث والجزاء. (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨) ذكراً وأنثى.
(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩) موتاً. منْ السبت وهو: القطع. والنوم أحد الموتين. (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) ساتراً عن العيون يمكن إخفاء ما لا يراد إظهاره من بيات العدو، أو الفرار منه إلى أمور شتى.
(وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١) وقت معاشكم تتقلبون فيه لحوائجكم. استدل بخلقهم ذكراً وأنثى، واستوفى أحوالهم مفترقين ومقترنين.
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢) محكمة لا يؤثر فيها مرور الدهور.
(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣) أي: الشمس النير الأعظم، من وهجتِ النار: التهبت أو أضاءت.