مسلم عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: " لم يكنْ بَيْنَ إِسْلَامِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبنَا اللَّه إِلا أَربعُ سِنين ". وما رواه قتادة عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: إن اللَّه عاتب المؤمنين على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن؛ يدل على أن السورة مكية، فإن قلت: إنها كانت السورة مكية، فما وجه قصة المنافقين، والنفاق إنما نجم بالمدينة؟. قلت: إخبار بما يقع كسائر الأخبار عن المغيبات.
(وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ) عطف على (تَخْشعَ)، ويجوز أن يكون نهياً لهم عن مماثلة أولئك، (فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) الزمان. (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) فغلب عليها القسوة والجفاء لتراكم الذنوب، وظلمات المعاصي فأحدثوا التحريف والبدع. (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) خارجون بالكلية عن دينهم لفرط قسوتهم.
(اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ... (١٧) مثّل حال القلوب النابية عن الخشوع، ثم تأثرها من ذكر اللَّه، (وَمَا نزلَ مِنَ الْحَقِّ) بحال أرض غلب عليها اليبس ثم أصابها الغيث فاخضرت. (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) في تصدير الكلام