ونصب الأدلة فقد أزاح الشبهة عنكم من كل وجه. وقرأ أبو عمرو (أُخِذَ) على بناء المفعول. (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بموجب الإيمان، فقد بان لكم الموجب بما لا مزيد عليه، كقولك لتارك الصلاة: هذا الماء والمحراب إن كنت تصلي. والعتاب عام لِمَنْ لم يؤمن، ومن آمن ولم ينفق.
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ... (٩) واضحات الإعجاز أو الدلالة على الأحكام. (ليُخْرِجَكُمْ) أي: اللَّه أو الرسول. والأول أولى؛ لقوله تعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)(وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) حيث بين لكم وأوضح.
(وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... (١٠) فيما يكون قربة إليه، من الجهاد والصدقة على المحاويج. (وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) هو الباقي بعد فناء من في السماوات والأرض، فأي فائدة في الإمساك، هلا يقدم العاقل ماله بين يديه، ويشتري بالفاني الباقي. عنه - صلى الله عليه وسلم - " يَقُول ابنُ آدَمٍ: مَالي مَالي، وَهَلْ لَك مَال إِلَّا مَا أَكَلْتَهُ فَأَفنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَهُ فَأَبلَيتَ، أَوْ تَصَدقْتَ بِهِ فَأَبْقَيتَ "، (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ) فتح مكة، وقيل:[الحديبية]، في حال شدة الاحتياج ومن بعده. حذف؛ لوضوح الدلالة عليه. (وَقَاتَلَ) بيان