للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).

وكان ابن عمر يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) (١).

وقال بعض السلف:

سبيلك في الدنيا سبيل مسافرٍ ... ولابد من زادٍ لكل مسافر

ولابد للإنسان من حملِ عُدَّةٍ ... ولاسيما إن خاف صولة قاهرِ (٢)

وقال الألبيري – رحمه الله تعالى –:

فليست هذه الدنيا بشيء ... تسؤك حِقبة وتسرُّك وقتَا

وغايتُها إذا فكرت فيها ... كفيِّك أو كحلمك إذا حلمتا

سُجنت بها وأنت لها محبُّ ... فكيف تُحبُّ ما فيه سُجنتا

وتُُطعمكَ الطعام وعن قريبٍ ... ستطعم منك ما فيها طعِمتا

وتشفق للمصرِّ على المعاصي ... وترحمه ونفسك ما رحمتا (٣)

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يزال قلب الكبير شابّاً في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل)) (٤).

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَكْبرُ ابنُ آدم ويكبَرُ معه


(١) البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، برقم ٦٤١٦.
(٢) ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم، ٢/ ٣٨٢.
(٣) تائية الشاعر الزاهد إبراهيم بن مسعود الغرناطي الألبيري، وهي مطبوعة في الجامع للمتون العلمية، للشيخ عبد الله بن محمد الشمراني، ص٦٣٣.
(٤) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، برقم ٦٤٢٠ واللفظ له، ومسلم، كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، برقم ١٠٤٦.

<<  <   >  >>