للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اثنتان: حب المال وطول العمر)) ولفظ مسلم: ((يهرمُ ابن آدم وتشبُّ منه اثنتان: الحرص على المال والحرص على العمر)) (١). ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال متحكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه، وسماه شابّاً إشارة إلى استحكام حبه للمال أو هو من باب المشاكلة والمطابقة (٢). وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – يقول: ((يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان)) أي يقوى معه اثنان، هذه طبيعة الإنسان: حب الدنيا وطول الأمل إلا من رحم الله، فالواجب على المؤمن أن يحذر، وأن يعتبر هذه الدار مزرعة، فيجتهد في الزرع للآخرة، حتى يحصد يوم القيامة ما ينفعه)) (٣).

وما أحسن قول بعض السلف الصالح:

إنّا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يومٍ مضى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ... فإن الربح والخسران في العمل (٤)

وقال آخر:

تزوّد للذي لابد منه ... فإن الموت ميقات العباد

أترضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زاد وأنت بغير زاد

وقال آخر:

تزود من التقى فإنك لا تدري ... إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر


(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، برقم ٦٤٢١، ومسلم، كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، برقم ١٠٤٧.
(٢) انظر: فتح الباري، لابن حجر، ١١/ ٢٤٠، ٢٤١.
(٣) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ٦٤٢١.
(٤) ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم، ٢/ ٣٨٧.

<<  <   >  >>