للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ ... وكم من عليل عاش حيناً من الدهر

وقال أبو العتاهية:

وما أدري وإن أمَّلت عُمراً ... لعلي حين أصبح لست أُمسي

ألم تر أن كلَّ صباح يوم ... وعمرك فيه أقصر منه أمسِ (١)

وقال آخر:

يا من بدنياه اشتغل ... وغرَّه طولُ الأمل

الموت يأتي فجأةً ... والقبر صندوقُ العمل

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالصَّرمة بالنار)) (٢).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة أو الخوصة)) (٣).

وتقارب الزمان بقلّة البركة فيه، قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله –: ((قد وُجد في زماننا هذا من سرعة الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا)) (٤). وقيل: سرعة الزمان بسبب وسائل الاتصالات السريعة.


(١) ذكره ابن رجب في المرجع السابق، ٢/ ٣٨٦، وهو في ديوان أبي العتاهية ص١١١.
(٢) الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في تقارب الزمان وقصر الأمل، برقم ٢٣٣٢، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ٥٣٧.
(٣) ابن حبان في صحيحه، برقم ٤٨٤٢، وقال شعيب الأرنؤوط: ((إسناده صحيح على شرط الصحيح)).
(٤) فتح الباري لابن حجر، ١٣/ ٨١، وانظر هناك: الحديث رقم ٧١٢١.

<<  <   >  >>