الواحد منهم يعدد الشيوخ ويكثر منهم ويفخر بكثرتهم، ومن هنا كانت المعاجم والمشيخات التي يحصي الإنسان فيها شيوخه، مع حديث أو أكثر مما روى عنهم وتعلم من كل واحد منهم.
وما صاحبنا الهيثمي إلا واحد من الذي عددوا الشيوخ ثم حصروا جهدهم في مصاحبة شيخ واحد إعجاباً به واحتراماً له.
وقد لزم صاحبنا "الزينَ العراقي وهو بالغ، ولم يفارقه سفراً ولا حضراً حتى مات، بحيث حج معه جميع حجاته، ورحل معه سائر رحلاته، ورافقه في جميع مسموعاته: بمصر، والقاهرة، والحرمين، وبيت المقدس، ودمشق، وبعْلبك، وحلب، وحماة، وحمص، وطرابلس. ولم ينفرد عنه الزين بغير ابن البابا، والتقي السبكي، وابن شاهد الجيش.
كما أن صاحب الترجمة لم ينفرد عنه بغير صحيح مسلم على ابن عبد الهادي" (١).
نقول: لقد سمع الهيثمي من سيده وشيخه الإمام الأوحد، العلامة الحجة، الحبر الناقد، عمدة الأنام، حافظ الإسلام، فريد دهره، ووحيد عصره، من فاق بالحفظ والاتقان في زمانه، وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (٧٢٥ - ٨٠٦) هـ.
[وسمع معه بمصر والقاهرة]
١ - أحمد بن أبي بكر بن عمر بن يوسف الميدومي.
٢ - محمد بن علي القطرواني.
٣ - محمد بن إسماعيل بن المملوك.
٤ - ابن الأكرم محمد بن عبد الله بن أبي البركات النعماني.