غمرته فرحة عارمة، وظهرت على وجهه أمارات السرور، وأبدى الاستعداد الكامل لإخراج هذا السفر إخراجاً يليق بهذا الكتاب المفيد.
لقد وضعني -أحسن الله إليه وفرج عني وعنه، وجمعنا بمن نحب- أمام واقع لا أستطيع تجاوزه، وبخاصة أن ابن عمي الأستاذ أحمد بدأ يرسل لي تباعاً المصورات التي حصل، عليها، لتعانق المصورات التي حصلتُ عليها من أماكن أخرى، والتي لا يسعني الآن إلا أن أصفها بالتفصيل طالباً من الله العون، مردداً بلهفة: اللهم استر ضعفي بقوتك، واستر جهلي بعلمك، واستر نقصي بكمالك، وفقري بغناك، يا من تعز من تشاء وتذل من تشاء، يا رب، وأنت على كل شيء قدير.
أولاً- نسخة دار الكتب المصرية
خير نسخ كتاب، وأفضل النسخ ما كان بخط مؤلفه، وبخاصة إذا قرأه وكان ذلك في أواخر حياته، فإنه يكون قد وضعه في الإطار الذي يريد، وأخرجه بأحسن شكل وأتم مضمون.
والنسخة التي جعلناها أماً لعملنا ورمزنا لها بـ (مص)، هي النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم (٤٦٩) حديث، وهي النسخة التي نقلت من نسخة المؤلف، وقام بنسخها عالم من تلامذة الهيثمي، وقرئت عليه من قبل ثلاثة من العلماء أحدهم ملأ الدنيا وشغل الناس.
فقد جاء في آخر الجزء الثالث منه:"جمع الشيخ الإمام العالم الحافظ نور الدين أبي الحسن علي الشهير بالهيثمي أمتع الله المسلمين بطول بقائه، ومن خطه نقلت". يلي ذلك سماعٌ جاء فيه: "سمع من أول هذه المجلدة إلى باب: قضاء الفوائد من شهر رمضان على مؤلفه الشيخ الإمام العالم المفيد الحافظ المجيد بركة الوقت نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن صالح الهيثمي الشافعي، من الأصل الذي بخطه وهذه مقابلة،