قلت لهما: الخطأ ممن هو؟ قال أبي: أرى من عبد الرزاق، أو من معمر، فإنهما جميعاً كثيرو الخطأ. وقال أبو زرعة: لا أعرف هذا الحديث من حديث معمر. ثم قال: من يقول هذا؟ قلت: حدثنا شيخ بواسط يقال له ابن الكوفي، عن عبد الرزاق، فسكت". وعلقه البخاري في الإيمان، باب: إفشاء السلام قبل الحديث (٢٨) بقوله: "وقال عمار: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان ... ". وقال ابن حجر في الفتح ١/ ٨٢: "وأثره -أي: أثر عمار- أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب الإيمان، من طريق سفيان الثوري، رواه يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق شعبة وزهير بن معاوية وغيرهما: كلهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن صلة بن زفر، عن عمار ... وهكذا رويناه في جامع معمر، عن أبي إسحاق. وكذا حدث به عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، وحدث به عبد الرزاق بأخرة فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا أخرجه البزار في مسنده، وابن أبي حاتم في (العلل)، كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي. وكذا رواه البغوي في (شرح السنة) من طريق أحمد بن كعب الواسطي. وكذا أخرجه ابن الأعرابي في معجمه عن محمد بن الصباح الصنعاني. ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعاً، واستغربه البزار. وقال أبو زرعة: هو خطأ. قلت: هو معلول من حيث صناعة الإسناد، لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره. إلا أن مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع. =