للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وواديا وسلكت الانصار شعبا وواديأ لسلكت شعب الانصار وواديهم» ، وقال: «الانصار كرستي وغيبتي، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار «١» » وقال في عمه العباس وفي تفضيله وتفضيل ولده الاقوال الكثيرة، وقال في معاذ، وفي عبد الرحمن، وأبي عبيدة «٢» ، وغيرهم من المهاجرين والانصار ما هو معروف مكشوف لا يشك فيه؛ فقد كان ينبغي على ما يدعي هؤلاء ان تكون هذه الفضائل نصوصا «٣» اذا كانت الالفاظ على خلاف ما يعرف منها في اللغة العربية.

وهؤلاء يقولون: انتم لستم من العرب ولا تعرفون العربية، فلهذا ذهب عليكم ان قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه، «وانت مني بمنزلة هرون من موسى» [يعني الاستخلاف] «٤» .

قلنا قد فرغنا من هذا مرة وبينا ان هذا ليس من الفاظ الاستخلاف البتة، لا في عقل، ولا في لغة، ولا في شريعة.

وأيضا، فلو كان هذا من ألفاظ الاستخلاف لكان اولئك القوم الذين سمعوا هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد عرفوا صدقه وقصده، فكان من بعدهم يعرف ذلك كما عرفوا وان لم يكن من العرب ولا يعرف العربية، لأن مدار الامر في ذلك/ وأشباهه على المعاني لا على الالفاظ. ألا ترى ان رسول


(١) لفضل الانصار انظر مناقب الانصار والصحابة في كتب الحديث.
(٢) انظر لفضلاء هؤلاء ابواب المناقب في كتب الحديث، وانظر الرياض النضرة في فضائل العشرة للطبري.
(٣) في الاصل: نصوص
(٤) في العبارة نقص، ولعلها ان تستقيم باضافة «يعني الاستخلاف» في آخرها.