للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البلاد، فمكن لابن حوشب، وتساعدا على الدعوة، وكل واحد منهما بمكانه، وتسمى ابن حوشب بالمنصور من آل أحمد، وتسمى الآخر بالولي. ومكثا مدة يتستران بإقامة الشريعة، ثم ظهر منهما الإباحة، وليلة الافاضة، وأولاد الصفوة، ونكاح الأمهات والأخوات والبنات، والمشاركة في الزوجات، وتعطيل الشرائع، وشتم الأنبياء عند التمكن والقدرة. ثم ظهر بين ابن حوشب وبين ابن الفضل من المشاتمة، وبرىء كل واحد من صاحبه، ودعا كل واحد منهما إلى نفسه بأنه إله وربّ، وغزا، وقصد العلويين بالمكاره والقتل وسبي الذرية.

وقد كان نصب هذين، الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح «١» الذي زعم أنه الإمام، وهو خليفة محمد بن اسماعيل بن جعفر «٢» ، وقال لهذين وغيرهما ممن خرج معهما إلى اليمن: إذا ملكتم وغلبتم خرجت إليكم، وجعلنا الملك باليمن، والمهدي يظهر باليمن، وهكذا روينا عن أهل البيت.

فلما تمكنوا باليمن، أخرج اليهم ابن ميمون القداح الحسين الأهوازي الداعية من قبله، فطلب منهم مالا يحملونه اليه، فأعطوه مرة بعد مرة، ثم رجع إليهم وعرّفهم أن الحجة خليفة محمد بن اسماعيل يخرج إليهم لينصروه، فشتموه وردوه، فقالوا: قد عرفنا أن هذا كله مخرقة، وهو عرّفنا بهذا، فلم نسلم الملك اليه، فقال لهم: على كل حال هو عرفكم هذا وخلصكم من الشرائع


(١) هو الحسين بن أحمد أبو عبد الله الشيعي، مهد لعبيد الله المهدي الفاطمي بيعة المغرب، ثم قتله عبيد الله سنة ٢٩٨ هـ.
(٢) هو محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق، وهو إمام عند القرامطة، وترى الطائفة الاسماعيلية أنه قام بالإمامة بعد وفاة أبيه أو اختفائه سنة ١٣٨ هـ، مات حوالى سنة ١٩٨ هـ. الأعلام ٩: ٢٥٨