للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذين كانوا يفعلون هذا: حنظلة، وأبو سفيان، وعتبة، شيبة، وابو جهل والعاص بن هاشم، وأبو قيس بن الوليد، وقيس بن الفاكه، وزهير بن أبي أميّة، وهلال، والسائب، والنضر بن الحارث، وأبو البختري بن هشام، ومنبّه بن الحجاج، وأمية، وأوس بن المغيرة مولى وهب بن حذافة، وزمعة ابن الأسود.

وكان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ممن أسلم بمكة يخرجون فيتفرقون مع هؤلاء المقتسمين، فإذا ذكروا ما عندهم في رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لهم المسلمون: كذب هؤلاء، بل محمد رسول الله صادق يدعو إلى عبادة الله وحده، وإلى صلة الرحم، ورحمة اليتيم، وإلى كذا؛ ويتلون القرآن وأولئك يمنعونهم ويضربونهم في الموسم الذي يأمن فيه الناس فلا يأمن فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا أصحابه وهم يدعون إلى الله ويقولون هذا مع كونهم مقهورين مغلوبين وقليلا وضعفاء/ يخافون أن يتخطفهم الناس.

فتأمل هل قدرت قريش أو أهل مكة أن يقولوا فيه صلّى الله عليه وسلم أنه غدر أو كذب أو احتال أو أتى بفاحشة أو شيئا مما يدعيه أعداؤه وملحدة زمانك، مع طول تلك السنين التي كان مقيما فيها بمكة منذ ادعى النبوة وهي خمس عشرة سنة، فما زادوا في الطعن فيه على التكذّب عليه. وكان أهل الموسم إذا سمعوا قول أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول بعضهم لبعض: قول هؤلاء أحسن وخير.

فتأمل رحمك الله الأمور، وأطل الفكر والتأمل وأصرّ على ذلك، لتعلم حقائق الأمور، فقد بليت في زمانك بمن يقول في الصحابة المكيين والمهاجرين والذين بنوا الإسلام وشيدوه أنهم ما اعتقدوا الإسلام قط ولا اتبعوا رسول صلّى الله عليه وسلم لبصيرة ولا لحجة ولا اعتقدوا نبوته ولا أضمروا محبته وتعظيمه وما اعتقدوا