للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعادة رسول الله صلّى الله عليه وسلم في منع أهله معروفة، وكان يعطي الناس الجزيل الكثير، ويمنع أهله. ولقد سأله رجل غنما ما بين جبلين فأعطاه إياها كلها، وكم من رجل قد أعطاه مائة بعير وأكثر، وكان إذا أتاه المال لا يدخل بيوته حتى يقسمه كله ثم يدخل، وربما أمسى عنده منه شيء فيبيت في المسجد إلى أن يقسمه. وكان أصحابه من السابقين الأولين يتذاكرون سيرته صلّى الله عليه وسلم في هذا، وأنه كان يأتيه الفيء العظيم فيمسي وإن بيوته لصفر ما أدخلها حلوا ولا مرا حتى يرد عليه من بيوتنا.

ولقد دخلت من الأنصار امرأة على عائشة فرأت فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلم عباءة مثنية، فانطلقت فبعثت إلى عائشة بفراش حشوه الصوف، فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: يا رسول الله، إن فلانة الانصارية دخلت عليّ فرأت فراشك، وذهبت فبعثت إليّ بهذا، فقال:

رديه، فلم تردّه، وأعجبها أن يكون في بيتها، فراجعته فقال لها ذاك ثلاث مرات، وكم مثل هذا مع أزواجه في ستر يراه وغيره مما يطول شرحه، وقد عرفت شرطه على أزواجه وما أنزل الله في سورة الأحزاب، وقد تقدم لك ذكر ذلك، وإنما هذا وأمثاله من الأحاديث التي يضعها الملحدة ويتقربون بها إلى بني هاشم ليغروهم بالناس، وليلبسوا عليهم دينهم، ثم يأتون العلماء فيسألون عنها في المطاعن على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فيشغبون من كل وجه، فقلّ ملحد إلا وهو يدعي التشيع ويصنف الكتب في نصرة الرفض كما هو معروف، وقد تقدم لك ذكر ذلك. والذي يجب على رسول الله صلّى الله عليه وسلم البيان، وليس يجب عليه ألا يكذب عليه أحد ولا يلزمه ذلك.

وكان أبو الفتح بن فراس الكاتب وهو أحد الشيع ومن كبار الإمامية يقول للإمامية: فدك التي أعطاها رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليست تلك النخيلات التي