للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتكبر منه وليس كما ظنوا، ولكن هذا قول واثق بالحجة مدل بالحق، وهذا نظير ما قال الله لرسوله صلّى الله عليه وسلم أن يقوله لأعدائه: «قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ» «١» ونظيره قول هود عليه السلام لقومه «٢» .....

أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه لك «٣» .......

/ سقط عليّ.

وطعنوا في قوله صلّى الله عليه وسلم: «إذا سقط الذباب في إناء أحدكم فافعلوه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء» وهو يبدؤنا بالذي فيه الداء وهذا ليس بمنكر، وقد تشاهد ذباب النحل وفي شعرته الذي يلسع بها الدواء «٤» وفي جوفه العسل وهو الشفاء.

ويطعنون عليه بأنه كان إذا أكل لطع إصبعه، قالوا هذه هي القذارة، وأين هو عن آداب كسرى والفرس، فإنهم كانوا لا يأكلون إلا بالبارشين وبما قطع بالسكين..

وهذا أيضا من محاسنه وفضائله في أنه كان يلطع إصبعه، ويردف خلفه، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويعين خادمه، ويمشي مع الضيف والأرملة والفقير في حاجتهم، ويصنع لهم، وكم له في ذلك من وصية، وكذا كان خلفاؤه وأمراؤه لرعيتهم، وذلك مذكور في موضعه، والانسان لا يعاف ريقه ولا ريق ولده وأحبابه، والريق أحد النعم العظيمة من الله على خلقه وفي جفافه


(١) الأعراف ١٩٥
(٢) بياض في الأصل حوالى نصف سطر
(٣) بياض في الأصل حوالى نصف سطر
(٤) كذا في الأصل ولعل الأصح: الداء