وتفريق الناس عنه بمفارقة أوطانهم وإنفاق أموالهم وسفك دمائهم، وبهذا الاحتجاج كان أبو الهذيل والشحام يسكتون الخصوم.
وابن الراوندي والحداد والوراق «١» ... رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليس ممن يطعن عليه ٢ ...
ذلك عليه وتحت ٣ ...
على الشدائد من ٤ ...
من البلاغة فيجد ٥ ...
/ واسع الحلم، عنده من الصبر ما ليس عند غيره، فلهذا ضبط نفسه من أول أمره وقبل ادعاء النبوة، فما عرفوه إلا بالنزاهة والطهارة والثقة والأمانة، فكان يعرف عندهم بمحمد الأمين، فبفضل العقل تم له ما تم، واستترت عيوبه وحيله، وإن لم نقطع عليه فنحن نجوزه، فأخرجوا معشر المعتزلة هذا التجويز من قلوبنا وإن كان ضعيفا. ذكر هذا المعنى ابن الراوندي في الفريد في غير موضع منه. فيقال لهم: إن هذا الذي ذكرتموه فإنما المعنى فيه شهادتكم له بالمعجزات والآيات التي لم تجدوا فيها مطعنا فعبرتم عنها بفضل العقل والحزم والصبر والحلم وقد سلمتم سلامته من كل فضيحة.
وقولكم إنه منذ أوّل أمره قد كان أحسّ بفضل عقله وصبره وحزمه وفصاحته فأمسك عن ذلك ولم يظهره إلى وقت ادّعى فيه النبوة، كمن ادّعى عليه وله أنه ولد كامل العقل وافر الحلم، وأنه أحسّ بذلك من نفسه فلم