للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصَّابِرِينَ (١٤٢)} [آل عمران: ١٣٩ - ١٤٢].

عباد الله! من أجل ذلك ربى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه وأمته على الصبر على البلاء، فقال لخباب بن الأرت - رضي الله عنه -: "قد كان من كان قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشي بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه".

تربية على الصبر على النبلاء.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يمر على أصحابه وهم يعذبون فيقول لهم: "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة" (١).

الصبر وعدم الاستعجال هو طريق النصر.

ولذلك بعد أن ربى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على الصبر على البلاء؛ بأن ضرب لهم مثلاً بالمسلمين الأولين من الأمم السابقة، وما نالهم من التعذيب؛ ليكونوا أسوة لهم، وبعد أن بشرهم بأن النصر والتمكين والعاقبة لهم، حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه من الاستعجال "لأن من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".

ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخباب بن الأرت: "ولكنكم تستعجلون".

وقال - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس -رضي الله عنهما-: "واعلم أن النصر مع الصبر" (٢).


(١) صحيح، انظر تعليق الشيخ الألباني على "فقه السيرة" (ص ١٠٧).
(٢) هو قطعة من حديث: "احفظ الله يحفظك" انظر "رياض الصالحين" (رقم ٦٣) بتحقيق الشيخ الألباني - رحمه الله -.