عباد الله! بعد الأخذ بأسباب النصر، لابدَّ أن يعلم المسلمون أن النصر من عند الله، كما قال تعالى:{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}[آل عمران: ١٢٦].
وقال تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}[آل عمران: ١٢٣].
فالمسلمون لا ينتصرون على أعدائهم بالعدد والعُدة، إنما ينتصرون بهذا الدين العظيم؛ بالإِسلام. وهذا ما قاله عبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة، قال:"يا معشر الناس! إن الذي تخافون منه هو الذي خرجتم له؛ الشهادة! والله ما نقاتِلهم بقوة ولا بكثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به".
ثالثاً: الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
وهذا يؤخذ من دعائه - صلى الله عليه وسلم - في غزوة حنين، عندما توجه إلى ربه وقال:"اللهم نزل نصرك"، فاستجاب الله له ونصره على أعدائه، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء"(١).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة، ليس فيها إثم ولا قطيعة