أيها الإخوة عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن أسلوب جديد من أساليب الصد عن دين الله؛ ألا وهو:
[المفاوضات وطلب المعجزات.]
عباد الله! رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في مكة يدعو الناس سراً وجهراً، ليلاً ونهاراً إلى (لا إله إلا الله) وإلى عبادة الله، ويحذرهم من الشرك بالله ومن عبادة الأوثان، وكفار مكة يتنقلون من أسلوب إلى أسلوب ليصدوا الناس عن هذا الدين الجديد، ويصدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن دعوته الجديدة، ومع ذلك الناس يدخلون في دين الله ويتبعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
عباد الله! وبعد أن فشل كفار مكة في صد الناس عن دين الله بأساليب الاضطهاد والتعذيب، انتقلوا إلى أسلوب جديد ألا وهو أسلوب الترغيب والترهيب والمفاوضات وطلب المعجزات.
أولاً: أرسلوا رسلهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتفاهموا معه، لعلهم أن يصلوا معه ولو إلى ما يسمى في لغة العصر بأنصاف الحلول. فهذا في ظنهم خيرٌ لهم من استمراره - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى الدين الجديد.
عباد الله! أرسل كفار مكة عتبة بن ربيعة ليعرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد رآه حلاً للمشكلة، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب، وقد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها: