عباد الله! ومع ذلك كله ظل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفياً لهم بعهده، ملتزماً بالميثاق الذي أخذه على نفسه لهم، حتى كانوا هم أول من نقض العهد، فأجلاهم وأخرجهم من المدينة، وقتل فيهم من قتل، وكان أول من نقض العهد من طوائف اليهود بنو قينقاع، ثم نقض بنو النضير عهدهم في نفس السنة، ولما جاءت الأحزاب في السنة الخامسة نقض بنو قريظة عهدهم، فلما رجعت الأحزاب أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقتل مقاتليهم وسبق ذراريهم ونسائهم، وقد أخبرنا الله في كتابه أن اليهود أهل غدر وخيانة ونقض للعهود.